مقالاتمقالات مختارة

أكبر إرهابي في العالم المعاصر!

بقلم محمد شعيب

هناك سؤال مهم، يدور في أذهاننا نحن المسلمين؟ لماذا لا يسمي العالم إسرائيل إرهابيةً رغم جميع ما تقوم به من أبشع جرائم الإرهاب بحق الفلسطينيين؟ أليست الأعمال التي تقوم بها إسرائيل إرهابية؟ هل يعترف العالم بأن الأعمال التي تقوم بها إسرائيل مشروعة؟ فلماذا لا يسميها أكبر إرهابي في العالم المعاصر؟

عندما جلست أكتب اليوم عن إخواننا المظلومين في فلسطين أتذكر حادثا من الحوادث من التفجيرات الاستشهادية، وقعت في الفترة ما بين 25، فبراير/ 9، 1996م، مما أسفرت إلى مقتل 60 يهوديا في “القدس” و”عسقلان”، وما إن حدثت هذه الحادثة حتى قامت قيامة العالم، أسرع كبار قادة العالم إلى “شرم الشيخ” بمصر، فحضرها بالإضافة إلى إسرائيل وسلطة الحكم الذاتي الفلسطينية المزعومة 13 دولة عربية و12 دولة أجنبية، من بينها أربع دول من خمس دول صاحبة المقاعد الدائمة في مجلس الأمن.

ولكن السؤال كم من يهود مات في هذه التفجيرات الاستشهادية؟ فقط 60 يهوديا. ولكن هذا العدد قليل جدا بالنسبة إلى الفلسطينيين الذين استشهدوا على يدها الملطخة بدماء الأبرياء والعزل؛ ولكنها أقضت مضاجع قادة العالم، أسرعوا أن يخططوا من خلال مؤتمر عقدوه الحملة الفعالة ضد “الإرهاب الفلسطيني العربي”! كأن الساعة قائمة غدًا إذا لم يحسم الأمر في ظرف ساعات معدودات. وعلى حين أن إسرائيل قتلت في الماضي القريب والبعيد بشكل جماعي آلاف الفلسطينيين في “صبرا وشاتيلا” وفي “قبية” و”دير ياسين” و”السموع” و”كفر قاسم” و”الحرم الإبراهيمي”، ولاتزال تقتل الفلسطينيين الأبرياء. مع هذا كله إن قادة العالم لم يأخذوا أية إجراءات ضد الإرهاب الذي تقوم به إسرائيل، مع أن الجميع يعلم أن إسرائيل دولة غير شرعية أقيمت لتذليل العرب المسلمين في داخل العالم العربي.

المذبحة الأخيرة التي نَفَّذَها إسرائيل السفّاحة المجنونة على أهالي غزة كانت أشدَّ ضراوةً من كلّ التي سبقتها، إنها ارتكبت مع أهل غزة أشنع الجرائم الحربيّة جهارًا ونهارًا

الفلسطينيون الذين أخرِجوا من ديارهم ظلما وجورا عندما يقذفون حصيات أو أحجارا للمقاومة وللعودة إلى بيوتهم يهرع العالم كله وعلى رأسه أمريكا التي تجردت عن كل معاني الإنسانية ويستعدون لمواجهتهم بكل ما لديهم من إمكانيات باسم الحرب ضد الإرهاب المدمر المروع. وفي حين إن إسرائيل ظلت تقوم بأبشع أنواع الجرائم الحربية والتعذيب بحق الفلسطينيين، يخرجوهم من بيوتهم الشرعية، ويحتلون أراضيهم، لا يتجرأ العالم أن يصفوا بهذه الأفاعيل الإرهابية إرهابا، فضلا عن اتخاذهم الخطوة لمكافحة هذا الإرهاب الواضح.

ولكن السؤال لماذا لا يسم العالم أعمال إسرائيل الإرهابية إرهابا؟ لماذا أتاحوا لإسرائيل أن تمد بذراعيها إلى مكان في العالم العربي؟ وتدخل بجيوشها ومعداتها وأسلحتها وطائراتها أية دولة عربية؟ ففي الماضي قصفت المفاعل النووي العراقي، وشردت عناصر المقاومة الفلسطينية في لبنان، وقصفت المواقع الفلسطينية في تونس بعدما جعلتها تغادر لبنان، وقامت بتصفية “أبو جهاد” أحد أبرز وجوه الكفاح الفلسطيني في فلسطين المحتلة، وطاردت السيد ياسر عرفات وحاولت اغتياله واغتيال زملائه مرات وكرات باعتبارهم – في الماضي عندما لم يكن قد وقع ياسر عرفات معاهدة السلام معها – رموز “الإرهاب الفلسطيني”. وأخيرًا قتلته بالتسميم كما أثبتت المصادر الموثوق بها.

وفي الحاضر حَوَّلت غزة جحيمًا لا تطاق بكل نوع من العمليات غير الإنسانية، وشردت سكان القدس الشرقية الفلسطينيين بإكراه واحتلت أراضيهم وخطت خطوات واسعة نحو تهويد القدس. تسلَّطت على غزة المقدسة. وتعرَّضت غزة المسلوبة المنكوبة في هذه الحرب العدوانية المجنونة لكمية هائلة من القنابل والصواريخ وأسلحة الدمار الشامل، واحمرَّت أرض غزة بدماء الأبرياء المسلمين من الأطفال والشيوخ والنساء، حيث أطلقت الجنود الإسرائيلية الحكوميّة على أهل غزة الرصاص عن كثب مما أدت إلى استشهاد كثير من الفلسطينيين إلى جانب عدد كبير من الجرحى، وكلُّ هذا -للأسف الشديد- على مرأى ومسمعٍ من أمم العالم! فلا يتحرك لهم أحد، ولا يُسْمَعُ صوتٌ، وما ذنبهم إلا أنهم احتجوا بشكل سلمي ومشروع على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصــمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إلى القدس.

 

وإنَّ المذبحة الأخيرة التي نَفَّذَها إسرائيل السفّاحة المجنونة على أهالي غزة كانت أشدَّ ضراوةً من كلّ التي سبقتها، إنها ارتكبت مع أهل غزة أشنع الجرائم الحربيّة جهارًا ونهارًا، وإن ما أحدثته إسرائيل من جرائم في حق الشعب الفلسطيني تحت رعاية وحماية ودعم ترامب المجنونة يؤكد أنها هي راعية وحامية وداعمة للإرهاب العالمي. ولكن الإخوة الفلسطينيين ولاسيما الشباب والأطفال الذين فتحوا أعينهم على الدماء والنار، والتعرض لعمليات القصف والقذائف وهدم المنازل على الرؤوس، وقتل الصغار والكبار وتصيُّد النساء والأطفال، ومواجهة الدبابات والطائرات المقاتلة قدموا حسَبَ عادتهم في التضحية والفداء، معظمهم من المدنيين إلى جانب عدد كبير من الجرحى.

 

ومن الواضح أن مؤتمر “شرم الشيخ” في عام 1996م والمجزرة الأخيرة التي نفذها على أهالي غزة أثناء احتجاجهم السلمي والمشروع إشارة خضراء على أن إسرائيل تستطيع أن تصنع ما تشاء مع العرب والفلسطينيين في طريق تحقيق أحلامها.

(المصدر: مدونات الجزيرة)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى