أبعاد صفقة القرن الخاسرة (1)
بقلم د. عبد الرحمن عبد الخالق
بسم الله الرحمن الرحيم
العرب الأغنياء هم الذين سيدفعون ثمن الصفقة طوعاً وكرهاً، الموعودون بها الفلسطينيون و الأردنيون والمصريون, أما ثمن الصفقة للفلسطينيين فهو قتل أولادهم المجاهدين وتدمير سلاحهم وتهجير من بقي من الفلسطينيين من الأرض التي يريدها الإسرائيليون خالصة لهم ونسيان مطلبهم الدولة الفلسطينيه والقدس عاصمة لها, ونسيان بحق ما يسمى بحق العودة ونزع الهوية عن كل فلسطيني يبقى في فلسطين ليكون مسماهم عرب أرض إسرائيل وتكون فلسطين خالصة لليهود.
وأما المصريون فالثمن الذي يأخذونه هو التنازل عن سيناء أو بعضها للدولة الفلسطينية التي ستنشأ على جزء من الأرض الفلسطينية وسيناء وأما الثمن الذي سيأخذه الأردنيون سيكون في مقابل التنازل عن كل ما كانوا يطالبون به في القدس والوعد بأن توجد فرص عمل لأبناء الأردن في المدن السياحية التي ينوون بنائها.
لم و لن يدفع اليهود والأمريكيون دولاراً واحداً في هذه الصفقة.
حقاً إن اليهود شعب ذكي وهم يقولون نحن شعب الله المختار وقد خلق الله الآخرين من البشر ليسخرهم في خدمتنا وقد استطاعوا عبر التاريخ أن يجندوا غيرهم في خدمتهم إنظر عملهم عندما رَكِبوا قريشاً وغطفان وأتوا بهم لحرب النبي صلى الله عليه وسلم ووعدوهم بنصف ثمار المدينة ولولا أن الله سبحانه وتعالى هزم الأحزاب وحده لما وجِد إسلام قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً, إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا) الآية.
وعبر التاريخ استطاع اليهود تجنيد الآخرين وتسخيرهم في خدمتهم وأعظم أمة استطاعوا ركوبها وتسخيرها هي الأمة الأمريكية بعد أن ملكوا إعلامها واقتصادها والفن فيها والسياسة بالسيطرة على الحزبين الديمقراطيين والجمهوريين ومنذ عقود و هم يتحكمون في اختيار الرئيس وكان كل رئيس يتسابق في خدمتهم ومن تلكأ في ذلك قتلوه أو أقالوه كجون كيندي ونيكسون ولم يسارع رئيس أمريكي في خدمتهم ما سارع الرئيس الحالي دونالد ترامب الذي أعطاهم ما لم يكونوا يحلمون به وسخر العرب في خدمتهم.
إن تمت هذه الصفقة فهي تعني إصابة الأمة الإسلامية في دينها وعقيدتها وكرامتها وأسباب بقائها بما لم لم تصب به من ذي قبل، وسوف يستغرق علاج هذا المصاب وتبعاته سنوات طويلة الله وحده الذي يعلم كم ستستنزف من دين الأمة وعقيدتها، وخيراتها ومقدراتها.
وإن كان في المسلمين بقية حياة وقاوموا هذا الأمر فلربما غير الله ما بهم والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
(المصدر: رابطة علماء المسلمين)