مقالاتمقالات المنتدى

أبشروا وبشّروا أيّها المؤمنون

أبشروا وبشّروا أيّها المؤمنون

 

بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

قال تعالی: ﴿وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَٰلِبُونَ﴾ أي: سبق قضاء المليك المقتدر الذي له وحده الخلق والأمر لعباد اللّه من المرسلين وكلّ من تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين:

أنّ لهم النّصر المبين على الكافرين تارة بقوّة السّلطان والسّنان وتارة بالحجّة والبيان! ومن المعلوم أيّها الإخوة الكرام!

أنّ جند ربّ العالمين من عباد اللّه الصّالحين هم الغالبون لشرذمة المعتدين في كلّ مكان وحين في أيّ مقام أو مجال باعتبار حسن العاقبة والمآل! وهذه بشارة عظيمة من المولی ذي الجلال لعباده المؤمنين من الرّجال بأنّ كلّ من كانت أحواله مستقيمة ثمّ بذل جهده لتكون كلمة اللّه هي العليا وكلمة الذين كفروا السّفلى وليس لأيّ غرض دنيوي فإنّه غالب ومنصور وسعيه مبرور ومشكور وهذا الوعد الصّادق بالظّفر والحقّ يقال: لا يتعارض مع هزيمتهم أحيانا كما حدث في موقعة أحد حين نزل الرّماة عن أحد أشهر الجبال فهذه الهزيمة المادّيّة نوع من التّمحيص والابتلاء الذي قدّره ربّ الأرض والسّماء ليتميّز قويّ الإِيمان من غيره من الضّعفاء!

ولا جرم أنّ الفتح المبين هو في نهاية المطاف للصّابرين وليس للعلمانيّين والتّاريخ أكبر شاهد على ذلك معشر المسلمين! فلقد فتحت مكّة المكرّمة ودخل العرب وغيرهم في هذا الدّين بعد أن جاهد الصّادق الأمين ﷺ هو والصّحابة الغرّ الميامين وانتصروا على زمرة المشركين!

قال الإمام ابن عاشور في التّعليق على هذه الآية الكريمة: ﴿وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ فيها بشارة للمؤمنين فإنّ المسلمين جند اللّه أي أنصاره لأنّهم نصروا دينه وتلقّوا كلامه كما سمّوا حزب اللّه في قوله: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ وقوله تعالی: ﴿هُمُ الغالِبُونَ﴾ يشمل علوّهم على عدوّهم في مقام الحجاج وملاحم القتال في الدّنيا وعلوّهم عليهم في الآخرة كما قال اللّه تعالی: ﴿وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ ومعنى قوله عزّ وجلّ: ﴿المَنصُورونَ﴾ أي: في أكثر الأحوال باعتبار العاقبة فلا ينافي أنّهم يُغلبون نادرا ثمّ تكون لهم العاقبة بفضل اللّه عزّ وجلّ!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى